أخبار الموقع

شمل محاور مثرية ومتنوعة ومحاضرات نظرية وعملية..
اللجنة الأولمبية العُمانية تختتم بنجاح المستوى الأول من برنامج شهادة المدرب الوطني

 

اختتم مساء الخميس الماضي المستوى الأول من برنامج شهادة المدرب الوطني (NCCP) الذي نظمته اللجنة الأولمبية العُمانية تحت رعاية الدكتور مروان بن جمعة آل جمعة عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العُمانية، وبحضور الدكتور شهاب الدين بن أحمد الريامي مدير برنامج شهادة المدرب الوطني والمشاركين في البرنامج والبالغ عددهم ثمانية وعشرين مدرباً المرشحين من الاتحادات والأندية الرياضية، والقطاع الرياضي العسكري والجامعات والكليات التعليمية، وذلك في إطار البرنامج المعتمد لتطوير وتعزيز قدرات المدربين الرياضيين في سلطنة عُمان؛ حيث يشكل هذا البرنامج خطوة هامة نحو بناء قاعدة من المدربين المؤهلين في مجال التدريب الرياضي، ويمنح الفرصة للمدربين للمشاركة في برنامج تعليمي يتيح لهم فرصة قيمة لاكتساب المعرفة والخبرة، وتطوير مهاراتهم وسيكون له الأثر الإيجابي في تعزيز أداء الرياضيين في سلطنة عُمان ورفع مستوياتهم الفنية.

وأقيم البرنامج خلال الفترة من 24 سبتمبر ولغاية 1 أكتوبر الجاري بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر ومقر الأكاديمية الأولمبية العُمانية، وتنوعت المحاضرات بين الجانب النظري والعملي بهدف تزويد المشاركين بمختلف العلوم والدراسات كجزء أساسي من استراتيجية البرنامج لضمان تقديم تدريب عالي الجودة، حيث تم التطرق إلى مجموعة من المحاور الهامة من بينها الألعاب التمهيدية وأهميتها لتطوير القدرات الحركية وفي التعليم الأساسي للمهارات، والإعداد والتدريب البدني من خلال التعرف على اللياقة البدنية وأهميتها وعناصرها المفردة والمركبة وارتباطها وتصنيفها والمتطلبات البدنية للألعاب الرياضية، بالإضافة إلى الإحماء والتهدئة في الوحدة التدريبية وأنواعه وأهميته. كما تم التطرق إلى علم التدريب الرياضي ومبادئه وطرقه والمتغيرات الأساسية في الحمل التدريبي، والتخطيط الزمني للتدريب، وعلم التشريح الرياضي والقوة العضلية والتمثيل الغذائي، بالإضافة إلى الإعداد النفسي وأهميته للمدرب والتكيف العقلي، وأنماط المدربين وواجباتهم ومهامهم والعوامل التي تساهم في تطويرهم، والإصابات الشائعة في المجال الرياضي. وتخلل البرنامج عدد من الحصص العملية التدريبية منحت المدربين فرصة قيمة لتطبيق المفاهيم والمهارات التي اكتسبوها خلال المحاضرات، كما تم تنظيم حلقات نقاش جماعية لتبادل الأفكار والتجارب بين المشاركين، حيث عززت هذه الحلقات من التفاعل بينهم وساهمت في توسيع آفاق المعرفة وزيادة التفهم المشترك لمختلف جوانب التدريب الرياضي.

 وفي اليوم الأخير قدم المشاركين عروضاً مرئية وتم تقييمهم من الناحية العملية والتحريرية لقياس مدى الاستيعاب والمعرفة للدارس خلال أيام الدورة والتي شملت 5 أيام بواقع 40 ساعة تدريسية، حيث طُبقت آلية عمل وتقييم البرنامج وفق معايير وبرامج عالمية.

وقدم المستوى الأول الدكتور شهاب الدين بن أحمد الريامي مدير برنامج شهادة المدرب الوطني ومحاضر دولي معتمد للتدريب الرياضي، وأشار إلى أن البرنامج هو مشروع صناعة مدرب وطني وخلاصة من العلوم الرياضية التي تواكب المجتمع العماني والكادر التدريبي الوطني؛ حيث يعد خلاصة برامج التدريب والمدربين العالمية كالبرنامج الكندي للمدربين والبرنامج الأمريكي للمدربين وكذلك البرنامج البريطاني للمدربين، ويعتبر أحد المشاريع الرياضية الرائدة التي سيكون لها دور كبير في بناء قاعدة كبيرة من المدربين المؤهلين لجميع الألعاب الرياضية.

وحول محاور البرنامج قال الريامي:” يغذي البرنامج الجانب المعرفي في العلوم الرياضية المتعلقة بالتدريب الرياضي وكذلك العلوم الأخرى كالعلم الفسيولوجي والسيكولوجي ونظريات ومفاهيم التدريب، بالإضافة إلى الإعداد البدني والمتطلبات البدنية لمختلف الألعاب الرياضية من خلال تعليم المدرب كيفية تصميم الوحدة التدريبية وكيفية تصميم الخطط السنوية بشكل عام. كما تطرق البرنامج لعلم التربية للمدربين ووظائف ومهام المدرب في الحقل الرياضي وبعض النظريات الحديثة للتطوير ومستويات المدرب الرياضي المستمدة من فلسفة المدربين العالميين في التدريب الرياضي الحديث”.

وأضاف: ” برنامج شهادة المدرب الوطني سيسهم إسهاما فعالا في زيادة عدد المدربين المؤهلين في كلا من القطاع المدني والعسكري والذي سوف يكون له دورا إيجابيا في إعداد الأجيال الرياضية من الناشئين واللاعبين في جميع الألعاب الرياضية من جميع الجوانب، سواء من خلال الإعداد الفني والبدني للمهارات، وكذلك فيما يتعلق بتطوير شخصية اللاعب الناشئ لوجود مدرب وطني مؤهل يعمل في هذا القطاع. أيضاً سيساهم بدور فعال في دعم الاتحادات الوطنية واللجان الرياضية في تأهيل المدربين في الألعاب الرياضية وخاصة اللاعبين بعد الاعتزال ومن لهم الرغبة في الانخراط في مجال التدريب والتدرج في الدورات التدريبية عن طريق برنامج شهادة المدرب الوطني”.

وحول ماهية البرنامج أشار الريامي إلى أنه يشمل المستوى التدريبي الأول، والمستوى التدريبي الثاني، وعدد من الندوات التخصصية في العلوم الرياضية بجميع مجالاتها والنظريات الحديثة في التدريب الرياضي والإعداد البدني. ويجب على الراغب بالمشاركة في المستوى الثاني اجتياز المستوى الأول من خلال الحصول على 30 نقطة وحضور إحدى الندوات التخصصية خلال عامين. ويتعمق المستوى الثاني بشكل أكبر وأوسع في العلوم الرياضية والتدريب الرياضي مع الجانب التخصصي الفني والخططي للألعاب الرياضية الفردية والجماعية، ويقدمه عدد من المحاضرين الدوليين النخبة من الاتحادات القارية والدولية من لهم باع في الجانب التدريبي.

هذا وأبدى المشاركون في البرنامج انطباعهم الإيجابي من المحاضرات النظرية والتدريبات العملية، ومدى استفادتهم الكبيرة ورغبتهم باستمرار مثل هذه البرامج المتخصصة للمدربين، حيث أشار محمود بن مطر البلوشي من سلاح الجو السلطاني العماني إلى أن البرنامج قد ساهم في تعزيز مهاراته في مجال التدريب الرياضي من خلال أخذ المعلومات الدقيقة والعلمية من مصادر أجنبية لإضافة الحصيلة المعرفية في مختلف علوم التدريب وكذلك من خلال النقاشات الهادفة والمثرية مع المحاضر والمشاركين في البرنامج من مختلف الألعاب والرياضات الفردية والجماعية. وأضاف:” من أبرز الجوانب التي وجدتها مفيدة خلال البرنامج هي التعرف على مصطلحات علمية جديدة بالنسبة لي، والتعمق بشكل أكبر في اللياقة البدنية وعلم التدريب ومكوناته الرئيسية، وسأعمل على تطبيق جميع ما تعلمته في الميدان التدريبي من خلال العمل في القطاع الرياضي العسكري في تأهيل الفرق الرياضية بسلاح الجو السلطاني العماني وكذلك بالعمل حالياً في نادي بوشر كمساعد مدرب لفئة الشباب وأيضاً بالعمل مع أكاديمية الواعدين الرياضية في ولاية عبري”.

وقالت نعمة بنت سعيد الهاشمية عضو مجلس إدارة الأولمبياد الخاص العُماني: ” ركز البرنامج على توظيف الطرق التدريبية الصحيحة من خلال مزج الجوانب البدنية والفنية، كما تطرق إلى عناصر اللياقة البدنية وأهميتها، بالإضافة الى علم التشريح الرياضي من خلال دراسة أنواع العضلات ومكوناتها وطرق الوقاية من الإصابات. هذا وناقش البرنامج أنواع التخطيط الزمني للتدريب وأهميته في تحقيق المستويات الرياضية المرغوبة وفق الاهداف المحددة في مختلف أنواع الرياضة. وأضافت: ” بصفتي عضوة بمجلس إدارة الأولمبياد الخاص العماني، فإنني سأعمل على تطوير المدربين الأكفاء لدينا وذلك بالإشراف على برامج التدريب لديهم، ابتداءً من تصنيف اللاعبين حسب المعايير المتبعة لدينا مع مراعاة التغييرات الفسيولوجية والذهنية التي قد تطرأ عليهم، والتأكد من إعدادهم للخطط السنوية والوحدات التدريبية اليومية، أيضا من الجانب الآخر وحيث أنني ضمن فريق رياضي نسائي في رياضة الجري الجبلي للمسافات الطويلة، فإنني سأقوم بنقل المعرفة والمهارات التي اكتسبتها من خلال البرنامج للفريق حيث أسعى الى التدريب في هذه الرياضة، وقد كان هذا البرنامج  الباكورة الأساسية للتدريب وفق أسس علمية صحيحة، واستفدت من الدروس العملية وعملت على تطوير المعرفة من خلال تطبيق تمارين حديثة ومبتكرة في الإحماء ، والتمارين التمهيدية من خلال استخدام أدوات بديلة تمهيدا للدخول في اللعبة بطريقة غير مباشرة”.

وتحدث المشارك عارف بن ناصر البريدعي من نادي السويق الرياضي قائلاً: “مشاركتي في هذه الدورة قد ساهمت بشكل كبير وإيجابي في تطوير وصقل مهاراتي وتعرفت من خلالها على العلوم المرتبطة بالتدريب الرياضي وأثرها في تطوير اللاعبين واللعبة من جميع النواحي، ومن أبرز الجوانب التي وجدتها مفيدة تصميم الوحدات التدريبية والإعداد البدني وفيسيولوجيا الرياضة وعلم النفس الرياضي”. وأضاف: “تطوير المعارف مهم جدا فعلم الرياضة والتدريب متجدد وهذا يفيدنا في الواقع العملي بتطبيق ونقل أثر التدريب للبيئة التدريبية واللاعبين والزملاء المدربين”.

وقالت مدربة كرة القدم أحلام بن علي المرجبي: “كسبت معلومات مهمة وقيمة خلال البرنامج أبرزها تدريب اللياقة البدنية وعلم التشريح الرياضي والتخطيط الزمني للتدريب، وأعتزم مواكبة التطور الرياضي العلمي بالقراءة والاستطلاع بكل ما هو جديد في الأبحاث العلمية وتطبيق المهارات المكتسبة في عمل برنامج تدريبي شامل ومتكامل وتطوير اللياقة البدنية للاعبين”.

وتحدث محمود بن طالب الزدجالي مدرب كرة القدم بنادي السيب الرياضي قائلاً: “برنامج شهادة المدرب الوطني ساهم كثيراً في تطوير الجانب المعرفي والعلمي لدي في تخصصات فيسيولوجيا علم التدريب وعلم النفس الرياضي والإعداد البدني والتخطيط في التدريب الرياضي، ونتمنى أن تقام مثل هذه البرامج في المستقبل لزيادة الثقافة لدى المدربين واللاعبين”.

مما يجدر ذكره أن برنامج شهادة المدرب الوطني يعتبر  أحد روافد وتطوير وزيادة عدد المدربين الرياضيين المؤهلين في الحقل الرياضي لجميع الألعاب الرياضية، حيث يهدف إلى دعم المدربين الوطنيين وتأهيل وتطـوير قدراتهم ومواكبة كل ما هو جـديد في التدريب الرياضي على الصعيد العالمي تحـت إشراف محاضرين دوليين وخبراء في العلوم الرياضية، كما يعد رافداً أساسياً للقطاع الرياضي واستثماراً للكادر الوطني المؤهل في الحقل التدريبي باعتباره القاعدة الأساسية المعرفية للمدرب الوطني وتأهيله قبل الانخراط في الدورات الدولية التخصصية التي تقدمها الاتحادات الدولية والإقليمية.