تعزيزا لمسيرة الإعداد للأولمبياد
اللجنة الأولمبية العُمانية توقع اتفاقيات دعم لعشرة مستفيدين من المنح الأولمبية لـ «لوس أنجلوس 2028
أقامت اللجنة الأولمبية العُمانية مساء اليوم (الثلاثاء) حفل توقيع اتفاقيات المنح الأولمبية لعدد من الرياضيين العُمانيين، وذلك في إطار الإعداد والتحضير للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الرابعة والثلاثين المقررة إقامتها في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية عام 2028م.
وأقيم الحفل تحت رعاية صاحب السمو السيد عزان بن قيس آل سعيد رئيس اللجنة الأولمبية العُمانية، بحضور أعضاء مجلس إدارة اللجنة، وعدد من رؤساء الاتحادات واللجان الرياضية، ومدير عام الرياضة والتطوير بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، إلى جانب اللاعبين واللاعبات المستفيدين من المنح، وممثلي وسائل الإعلام المحلية.
واستهل الحفل بكلمة ألقاها عبدالله بن محمد بامخالف الأمين العام للجنة الأولمبية العُمانية، أكد فيها حرص اللجنة على توفير أفضل سبل الدعم للرياضيين بما يمكنهم من بلوغ المستويات التنافسية المطلوبة للمشاركة في الاستحقاقات الأولمبية، مشيرًا إلى أن هذه المنح تأتي في إطار التعاون مع برنامج التضامن الأولمبي باللجنة الأولمبية الدولية، الذي يهدف إلى مساعدة الرياضيين على الارتقاء ببرامج إعدادهم وتعزيز جاهزيتهم الفنية.
بعد ذلك تم استعراض فيلم قصير تناول تفاصيل برنامج المنح الأولمبية، والجوانب المرتبطة بها وشروطها وآليات الاستفادة منها، كما تضمن مقابلات مع الرياضيين الذين تم اختيارهم للاستفادة من هذا الدعم.
ثم جرى توقيع الاتفاقيات بين اللجنة الأولمبية العُمانية وكل لاعب ولاعبة ضمن قائمة المستفيدين، حيث بلغ عددهم عشرة رياضيين في ثلاث رياضات فردية أولمبية. وضمت قائمة المستفيدين 3 لاعبين من اللجنة العُمانية للتايكواندو وهم: فداء بنت فؤاد البروانية، وداوود بن فهد اليوسفي، والمهند بن توفيق البلوشي، ومن اللجنة العُمانية للمبارزة كل من أحمد بن أنور كسكاس، وإسراء بنت سيف السيابية، وجنى بنت محمد الشرجية، إلى جانب أربعة لاعبين من الاتحاد العُماني لألعاب القوى وهم علي بن أنور البلوشي، وملهم بن درويش البلوشي، وفاتك بن عبدالغفور بيت جعبوب، وعالية بنت فائق المغيرية.
جهود مضاعفة
ويُعد هذا المشروع ثمرة لجهود اللجنة الأولمبية العُمانية التي نجحت في الحصول على عشر منح أولمبية من برنامج التضامن الأولمبي، بعدما كان الدليل الفني يمنح سلطنة عُمان ست منح فقط كونها شاركت بأقل من خمسين رياضيًا في آخر دورة أولمبية، غير أن اللجنة تمكنت من رفع العدد إلى عشر منح بعد متابعة وتنسيق مكثف مع التضامن الأولمبي الدولي، وذلك بهدف تمكين أكبر عدد من الرياضيين المستحقين من الاستفادة من برامج الإعداد، لتصبح من بين اللجان الأولمبية القليلة على مستوى العالم التي حظيت بهذا العدد من المقاعد.
ملف متكامل
ويأتي هذا المشروع في إطار حرص مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العُمانية على الاستفادة من برامج التضامن الأولمبي الدولي، إذ بادرت اللجنة إلى إعداد ملف متكامل يتوافق مع المعايير الفنية والإدارية المعتمدة، مع إشراك الاتحادات واللجان الرياضية في ترشيح اللاعبين المؤهلين للاستفادة من هذه المنح. وتم الاختيار بناءً على نتائجهم وأرقامهم الفنية وإنجازاتهم في المنافسات الوطنية والدولية، بما يضمن شمولية أكبر في عملية الترشيح.
أهداف البرنامج
ويهدف برنامج المنح الأولمبية إلى مساعدة الرياضيين الذين ترشحهم اللجان الأولمبية الوطنية في مراحل الإعداد لدورة الألعاب الأولمبية، إذ يسعى البرنامج إلى تحسين بيئة التدريب والمنافسة، وتقديم الدعم المالي والفني اللازم لتأهيل الرياضيين ذوي المستوى العالي الذين يسعون للتأهل. كما يركز البرنامج على تعزيز المشاركة العالمية في الأولمبياد، مع إتاحة الفرصة للدول ذات الوفود الأصغر لرفع جاهزية رياضييها، إضافة إلى تشجيع مشاركة المرأة في مختلف الرياضات.
شروط الاستفادة
وقد وضع التضامن الأولمبي الدولي شروطًا محددة للحصول على هذه المنح، تشمل أن يكون الرياضي من ممارسي رياضة فردية مضمنة في برنامج لوس أنجلوس 2028، وأن يمتلك الحد الأدنى من المستوى الفني المؤهل، وهو ما يتم إثباته من خلال نتائج وطنية أو دولية معترف بها، إلى جانب أن يكون الرياضي بحاجة فعلية لهذا الدعم نظرًا لمحدودية الموارد المتاحة له. كما تشترط اللجنة الالتزام بالمعايير الأخلاقية والميثاق الأولمبي، والامتثال للوائح مكافحة المنشطات دون وجود أي مخالفات سابقة.
مظاهر الدعم
ويغطي البرنامج جوانب متعددة من الدعم تشمل النفقات التدريبية داخل سلطنة عُمان أو في مراكز إقليمية ودولية متخصصة، مع إمكانية الاستعانة بمدربين من ذوي الكفاءة العالية وفق متطلبات كل رياضة. كما يتيح تغطية تكاليف التأهيل الفني والطبي، وإقامة المعسكرات التدريبية، إضافة إلى متابعة دقيقة لمستويات اللاعبين من خلال تقارير فنية تُرفع إلى الاتحادات واللجان الرياضية المعنية وإلى التضامن الأولمبي الدولي، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من المنحة.
خطوة مهمة
وتأتي هذه المنح كخطوة مهمة ضمن جهود اللجنة الأولمبية العُمانية لتطوير المنظومة الرياضية الوطنية، إذ ستسهم في رفع مستوى المنافسة الداخلية، وتوسيع قاعدة الممارسين المتميزين، وتهيئة جيل جديد من الأبطال القادرين على تمثيل سلطنة عُمان في الاستحقاقات القارية والدولية المقبلة، بما يعزز حضور الرياضة العُمانية على الساحة العالمية.
وأكدت اللجنة الأولمبية العُمانية أنها ستواصل التنسيق مع الاتحادات واللجان الرياضية الوطنية لتوفير التسهيلات اللازمة أمام الرياضيين المستفيدين من هذه المنح، سواء عبر تخصيص مدربين متخصصين أو وضع خطط إعداد شاملة، بما يعزز من جاهزيتهم ويمنحهم فرصة أكبر للتأهل والمشاركة في أولمبياد لوس أنجلوس.
برامج إضافية
وتقدم لجنة التضامن الأولمبي التابعة للجنة الأولمبية الدولية أربعة برامج رئيسية لدعم اللجان الأولمبية الوطنية في كل دورة أولمبية مدتها أربع سنوات، تشمل دعم الرياضيين، ودعم المدربين، ودعم نشر القيم الأولمبية، بالإضافة إلى برامج تطوير الإدارة وتبادل المعرفة. وتسعى اللجنة الأولمبية العُمانية باستمرار للاستفادة من هذه البرامج في تطوير الكوادر الوطنية الفنية والإدارية، بما يسهم في تعزيز قدرات المنظومة الرياضية بسلطنة عُمان وإعدادها للمنافسات الإقليمية والدولية.
ثقة دولية
أكّد صاحب السمو السيد عزان بن قيس آل سعيد رئيس اللجنة الأولمبية العُمانية أن هذه المناسبة تمثل خطوة متقدمة في مسيرة اللجنة لترجمة رؤيتها نحو إعداد جيل من الرياضيين القادرين على المنافسة المشرفة في أرفع المستويات الدولية.
وأشار سموّه إلى أن حصول اللجنة الأولمبية العُمانية على (10) منح أولمبية، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه العدد المعتاد المخصص من قبل اللجنة الأولمبية الدولية (6) منح فقط، يجسد الثقة المتنامية في كفاءتها وقدرتها على إدارة برامج التضامن الأولمبي بكفاءة وشفافية عالية. وأضاف: “إن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا التعاون الوثيق والتكامل البنّاء مع الاتحادات واللجان الرياضية الوطنية، التي تبذل جهودًا كبيرة في صقل المواهب وإعدادها وفق أسس علمية مدروسة لخوض الاستحقاقات المقبلة”.
مشروع وطني
وأوضح سموّه أن هذه المنح تمثل مدخلاً عمليًا لتجسيد مشروع وطني متكامل لصناعة الأبطال الأولمبيين، حيث تتكامل الرؤية الوطنية مع الجهود المؤسسية وطموحات شباب سلطنة عُمان. وأضاف: “إننا ننظر إلى صناعة الأبطال باعتبارها مسؤولية وطنية مشتركة ومجالا رحبًا للشراكة مع القطاع الخاص، الذي يُعدّ ركيزة أساسية في دعم برامج الإعداد الأولمبي، سواء عبر الرعاية المباشرة أو المبادرات المبتكرة في مجالات التدريب والتأهيل العلمي والطبي وتوفير الإمكانات الفنية واللوجستية”.
توجيهات سامية
وتابع سموّه قائلا: “إن ما نخطو إليه اليوم يستلهم من التوجيهات الكريمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – الذي جعل من قطاع الشباب والرياضة ركيزة أساسية في مسيرة النهضة المتجددة، ويستمد زخمه من الرؤية الحكيمة لصاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب، الذي يؤكد دائمًا على الاستثمار في الطاقات الوطنية الواعدة وصناعة الأبطال الأولمبيين بما يعزز مكانة سلطنة عُمان عالميًا”.
تطلعات قادمة
واختتم صاحب السمو تصريحه بالتأكيد على أن اللجنة الأولمبية العُمانية ماضية في رؤيتها لتكون منصة وطنية جامعة تعكس طموحات الشباب الرياضي العُماني، وتُسهم في بناء منظومة رياضية مستدامة تُعلي من شأن الوطن، وتضع سلطنة عُمان في موقع متقدم على الخارطة الأولمبية الدولية.