الدوحة تستضيف الألعاب الآسيوية عام 2030 والرياض نسخة 2034
فازت العاصمة القطرية الدوحة باستضافة دورة الألعاب الآسيوية الحادية والعشرين لعام 2030، كما تم إسناد للرياض عاصمة المملكة العربية السعودية باستضافة دورة الألعاب الآسيوية الثانية والعشرين عام 2034. جاء ذلك في ختام اجتماع الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي والذي عقد صباح اليوم “الأربعاء” بفندق جي دبليو ماريوت بمدينة العرفان بمسقط.
وقد افتتح صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب أعمال اجتماع الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي بحضور الشيخ أحمد الفهد الجابر الصباح وأصحاب السمو والمعالي والسعادة رؤساء اللجان الأولمبية الآسيوية.
ووجّه صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد الموقر الشكر لأصحاب السمو والمعالي والسعادة رؤساء اللجان الأولمبية الآسيوية، لاختيار مسقط لاستضافة أعمال الجمعية العمومية الـ«39» للمجلس الأولمبي الآسيوي، وقال سموه في كلمة افتتاح الجمعية العمومية: إن هذا الاجتماع يرسم خارطة طريق واضحة للتعاون والعمل الرياضي المشترك بين مختلف دول القارة الآسيوية.
وأضاف سمو السيد وزير الثقافة والرياضة والشباب: لقد شكلت الفعاليات والبطولات القارية دورا محوريا في تطور الرياضة بدولنا الآسيوية، وهي كذلك أداة لنشر ثقافة التقارب والتفاهم بين شعوب القارة وإرساء دعائم المحبة والسلم في العالم، ونؤكد دعمنا لمبادئ الحركة الأولمبية وقيمها الإنسانية النبيلة، ونحن سعداء بعقد هذا الاجتماع المهم في مسقط، متمنين للجميع طيب الإقامة وأن تكلل الاجتماعات بالتوفيق والنجاح.
وصوتت 26 لجنة أولمبية وطنية آسيوية حضرت إلى مسقط عبر الطريقة اليدوية، و19 لجنة أولمبية عبر الإنترنت بعد أن فضل ممثلوها عدم الحضور بسبب تفشي جائحة كورونا، وبعد فرز الأصوات، أعلن الشيخ أحمد الفهد الصباح فوز الدوحة باستضافة نسخة 2030، والرياض بنسخة 2034 وسبق للدوحة أن استضافت دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة عام 2006 وشهدت مشاركة نحو 10 آلاف رياضي ورياضية من 45 دولة آسيوية.
وحاول الشيخ أحمد الفهد مساء أمس بعد حصوله على تكليف من أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي التوصل إلى حل مع ممثلي المدينتين المرشحتين وتفادي التصويت بين مدينتين «رائعتين» بحسب قوله. وهي المرة الأولى التي يجري فيها التصويت لاختيار مدينة لاستضافة هذه الألعاب منذ عام 2012 وتعتبر دورة الألعاب الآسيوية أكبر الدورات التي يشرف عليها المجلس الأولمبي الآسيوي، وهي ثاني أكبر حدث متعدد الرياضات في العالم بعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية حيث يصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من عشرة آلاف رياضي ورياضية من 45 دولة آسيوية.
شريك موثوق
وقدم رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ الشكر للمجلس الأولمبي الآسيوي على كونه «شريكا موثوقا به» للحركة الأولمبية، وذلك خلال رسالته عبر الفيديو في الجمعية العمومية التاسعة والثلاثين للمنظمة الآسيوية التي أقيمت بمسقط. واعتبر باخ أن آسيا «تحتل مركز الصدارة في الرياضة العالمية» من خلال استضافة الدورتين التاليتين من الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 الصيف المقبل والألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022 ودورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة في هانغزهو بالصين في سبتمبر 2022.
وقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية: الاستعدادات لبكين 2022 تسير بشكل جيد للغاية، وأود أن أشكر شركاءنا وأصدقاءنا الصينيين على كل الجهود التي يبذلونها لجعل هذه الألعاب ناجحة وآمنة في الوقت ذاته. وتابع: أشكر المجلس الأولمبي الآسيوي واللجان الأولمبية الوطنية لكونهم شركاء موثوقين إلى جانبنا ونحن نتطلع إلى هذين العامين الأولمبيين الاستثنائيين. نحن نتمتع بشراكة قوية للغاية، ونحن نتعاون على تعزيز القيم الأولمبية لضمان سلامة الرياضة ووضع الرياضة في خدمة المجتمع. وأشار باخ إلى أن الحركة الأولمبية يمكن أن تبنى على هذه الأسس الصلبة وتقدم مساهمة كبيرة في تعافي العالم من أزمة جائحة كورونا العالمية. وأضاف: نحن سعداء أن يكون لدينا شركاء موثوقون مثل المجلس الأولمبي الآسيوي إلى جانبنا لأننا لا نواجه فقط التحديات العديدة لهذه الأزمة، ولكن أيضا وحتى أكثر الفرص التي توفرها.
تعزيز جسور الصداقة
قال السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس اللجنة الأولمبية العُمانية: نشكر المجلس الأولمبي الآسيوي على منحنا شرف استضافة هذا اللقاء الآسيوي الرياضي الكبير والمهم، وتابع قوله: إنه لمن حسن الطالع أن يتزامن هذا الاجتماع مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخمسين لنهضتها الحديثة، فقد شهدت السلطنة خلال الخمسين عاما الماضية نهضة شاملة في شتى مجالات الحياة، وتبوأت بفضل قيادتها الحكيمة مكانة مرموقة بين دول العالم اتسمت بالمصداقية والحيادية والتسامح مع جميع الثقافات والانفتاح على جميع الشعوب وبناء الصداقات معها والشراكات في شتى الميادين مع الجميع. وقد كان ذلك كله امتداداً لتاريخ عمان العريق الممتد لأكثر من ٥ آلاف عام، وانعكاساً لما يمليه عليها موقعها الجغرافي المهم على خارطة العالم كهمزة وصَل بين حضارات الشرق والغرب.
وأضاف البوسعيدي: يسرنا أن يجسد هذا الاجتماع للجمعية العمومية للمجلس الأولمبي نموذجاً لما يمكن أن تسهم به الرياضة من تعزيزٍ لجسور والصداقة والشراكة بين أبناء القارة الآسيوية خاصة في المجالات الرياضية. وختم السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس اللجنة الأولمبية العُمانية حديثه بالقول: نتطلع إلى إن يحقق هذا الاجتماع الأهداف المرجوة منه، وأن يستمر المجلس الأولمبي الآسيوي برئاسة الشيخ أحمد الفهد الصباح في العمل على تطوير المنظومة الرياضية في القارة الآسيوية من خلال تنظيم الدورات والبطولات الآسيوية بمختلف أنواعها بالرغم من التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على المجتمع الدولي وبما يحقق التطور المنشود للرياضيين في قارة آسيا ويُمكِّنهم من اعتلاء مزيد من منصات التتويج على المستوى الدولي. وإنها فرصة طيبة أن نتمنى للدولة التي ستحظى بشرف استضافة دورة الألعاب الآسيوية في عام ٢٠٣٠.
جائزة تقديرية
منح المجلس الأولمبي الآسيوي على هامش اجتماع الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي جائزة تقديرية للأمين العام في اللجنة الأولمبية اللبنانية واللجنة الأولمبية المالديفية، نظير خدمتهما الطويلة للرياضة في آسيا. وقدم سعادة الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي والسيد خالد البوسعيدي رئيس اللجنة الأولمبية العمانية الجائزة التقديرية إلى أمين عام اللجنة الأولمبية اللبنانية العميد الركن المتقاعد حسان رستم، وإلى أمين عام اللجنة الأولمبية المالديفية أحمد مرزوق. ويشغل رستم منصب الأمين العام في اللجنة الأولمبية اللبنانية منذ 2013، وهو رئيس الاتحاد اللبناني للتجذيف منذ 1998، في حين أن أحمد مرزوق يتولى منصب الأمين العام للجنة الأولمبية المالديفية منذ 2009.